كل سنة وأنا طيبة

أنا قلت أسبق الكل وأقول لحضرتي .... كل سنة وأنتي طيبة .. وعقبااااااااااااااا ل مائة سنة بالتمام والكمال

زمااان وأنا صغيرة في إبتدائي .. كنت أجيب صاحباتي من المدرسة وأروح علي البيت ، وأحط مامتي أمام الأمر الواقع وأقولها .. ياااالا ياماما أعملي التورتة لحد ماألعب أنا وصحابي شوية .. وكانت الست ياعيني غلبانة .. ومابتتكلمش ولا بتعترض علي عزوماتي المفاجئة ..

وطبعاً عيد الميلاد إللي بيبقي بعد المدرسة ده بيبقي قرديحي من غير هدايا .. ولا مؤاخذة .. ومع ذلك كنت بأبقي طايرة من السعادة أن فيه حد عبرني وقاللي كل سنة وأنتي طيبة وطفي معايا الشمعة إللي عمرها ماذادت عن شمعة واحدة

ولما كبرت شوية وأتنقلت من مدرستي .. وغيرت صديقاتي الغالييين .. طبعاً ماحدش من صاحباتي الجداد أفتكر يوم عيد ميلادي رغم أني مفكراهم بيه قبلها بشهر

وحصل عندي صدمة فيهم .. وكان يوم عيد ميلادي مناحة فركنت راسي علي التختة وقعدت أبكي .. وهما يسألوني .. فيه أيه يابنتي ؟ أيه بس إللي حصل .. طب قولي

ورغم أن حيرتهم صعبت عليا ... لكن كرامتي لم تسمح لي بمعاتبتهم علي نسيانهم لكل سنة وأنتي طيبة

ولم أنسي لهم هذا الموقف بالرغم من تذكرهم لعيد ميلادي بعدها بيومين .. قال أيه عشان ماكانوش جابولي هدية وأتكسفوا يقولو كل سنة وأنتي طيبة كدة حاااف

للأسف ماكانوش يعرفوني كويس ..

وتمر السنين .. بحلوها ومرها .. ويقولوا الناس أحتفالات عيد الميلاد دي حرام .. وأنا ثابتة علي مبدأي .. أني واحدة تستاهل الدنيا كلها تحتفل بيها .. أنا جيت الدنيا وخليتها أحلي

ولسة باعمل عيد ميلاد وبطفي الشمعة .. .. وبقطع التورتة .. آه بقيت أنا إللي باشيل الليلة كلها .مش مامتي ذي زماااان ... بس كله يهون مادام باأجمع أهلي عندي وأشوفهم وأطمن عليهم وطبعاًبأتكسف أعزم صديقاتي حتي لا أكلفهم هدية ... فالبشر لما بيكبروا بيفتكروا أن الهدية بس هي إللي بتجمعهم

الوحيد إللي باأبقي عاوزاه يجيب لي هدية وتكون حلوة كمان هو زوجي .. باحس أن هديته بتعبر عن تقديره لجهدي معه وتحملي له

وبتبقي فرصة طبعاً أنه يعبرلي عن حبه بطريقة مادية لا أطلبها منه

أما الأستبن بتاعي إللي باتعكز علي كلمتها الحلوة .. وعمرها مانسيت يوم عيد ميلادي .. فهي بنت عمتي زينا .. دلع زينب كما يحلو لها .. في عيلتنا كله مدلع نفسه

فإذا منعتها ظروفها ولم تتواجد بنفسها ، كانت تبعث لي بخطابات بعلم الوصول لأفتحها وأجد فيها أرق الكلمات وأجمل الكروت

وكانت تلك هي المرات الوحيدة التي يصلني فيها خطابات بأسمي .. ربنا يسعدها كما أسعدتني

ويرزقها بالزوج الصالح إللي يقدرها ويعرف قيمتها

ففي مرات كثيرة كانت هي الوحيدة من خارج أسرتي الصغيرة التي تتذكرني وتحتفل بي أجمل أحتفال

ومازلت ضعيفة أمام من يتذكر يوم عيد ميلادي

وتحسباً للظروووف .. والزهايمر ... بيقولو شغال الله ينور اليومين دول أقول

كل سنة وأنتي طيبة يانفسي